مدخل سفر الخروج القسم الرابع
سفر الخروج هو كتاب شعب يسير في الطريق وليس بكتاب قد وبكونه شاهداً على تدخل الله الخلاصي في تاريخ البشرية يغذي النفس بالأمل في حرية أساسية ونهائية
ومن هذه الوجهة رأى مؤلفو العهد الجديد في الخلاص الذي اتى به يسوع المسيح تحقيقاً لخروج اسرائيل من مصر وكثيراً ما استعملوا لغة سفر الخروج كما كان الأمر يفسر في الدين اليهودي حوالي العصر المسيحي للتعبير عن جدة الاختبار المسيحي
ففهموا أن عشاء المسيح الأخير وموته وتمجيده هي فصحه في
أنجيل لوقا 22 : 14 - 20
فلما أتت الساعة جلس هو والرسل للطعام فقال لهم اشتهيت شهوة شديدة أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم فإني أقول لكم لا آكله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله ثم تناول كأسا وشكر وقال خذوا هذا واقتسموه بينكم فإني أقول لكم لن أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يأتي ملكوت الله ثم أخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم إياه وقال هذا هو جسدي يبذل من أجلكم إصنعوا هذا لذكري وصنع مثل ذلك على الكأس بعد العشاء فقال هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يراق من أجلكم
+++++
أنجيل يوحنا 13 : 1 - 3
قبل عيد الفصح كان يسوع يعلم بأن قد أتت ساعة انتقاله عن هذا العالم إلى أبيه وكان قد أحب خاصته الذين في العالم فبلغ به الحب لهم إلى أقصى حدوده وفي أثناء العشاء وقد ألقى إبليس في قلب يهوذا بن سمعان الإسخريوطي أن يسلمه وكان يسوع يعلم أن الآب جعل في يديه كل شيء وأنه خرج من الله وإلى الله يمضي
+++++
أنجيل يوحنا 19 : 36
فقد كان هذا ليتم الكتاب لن يكسر له عظم
+++++
وهناك نصوص أخرى تستعمل كلمات مثلاً المن وغمام وعبور البحر وماء الصخرة والفصح والفطير في ذكر المعمودية وسر القربان وسفر الرؤيا يشيد بالمسيح بصفته حمل الفصح في
رؤيا يوحنا 5 : 6
فخرج من الهيكل الملائكة السبعة الذين يحملون النكبات السبع يلبسون كتانا خالصا براقا ويشدون صدورهم بزنانير من ذهب
في الكتاب نفسه النكبات التي تصيب عباد الوحش مأخوذة من ضربات مصر في
ردحذفرؤيا يوحنا 16 : 5 - 21
وسمعت ملاك المياه يقول عادل أنت أيها الذي هو كائن وكان القدوس إذ حكمت هذه الأحكام دم القديسين والأنبياء سفكوا فدما سقيتهم إنهم يستوجبون ذلك وسمعت المذبح يقول أجل أيها الرب الإله القدير حق وعدل أحكامك وصب الرابع كوبه على الشمس فأوليت أن تحرق الناس بالنار فأحرق الناس بحر شديد فجدفوا على اسم الله الذي له السلطان على النكبات هذه ولم يتوبوا فيمجدوه وصب الخامس كوبه على عرش الوحش فأظلمت مملكته وأخذ الناس يعضون ألسنتهم من الألم وجدفوا على إله السماء لما أصابهم من الآلام والقروح ولم يتوبوا من فعالهم وصب السادس كوبه في النهر الكبير نهر الفرات فجف ماؤه ليعد الطريق لملوك المشرق ورأيت ثلاثة أرواح خبيثة مثل الضفادع خارجة من فم التنين ومن فم الوحش ومن فم النبي الكذاب فهي أرواح شيطانية تأتي بالخوارق وتذهب إلى ملوك المعمور كله تجمعهم للحرب، في ذلك اليوم العظيم يوم الله القدير هاءنذا آت كالسارق فطوبى للذي يسهر ويحفظ ثيابه لئلا يسير عريانا فترى عورته فجمعتهم في المكان الذي يقال له بالعبرية هر مجدون وصب السابع كوبه في الجو فخرج من الهيكل صوت جهير أتى من عند العرش وكان يقول قضي الأمر وحدثت بروق وأصوات ورعود، وحدث زلزال شديد لم يحدث مثله بهذه الشدة منذ أن وجد الإنسان على الأرض وصارت المدينة العظيمة ثلاثة أقسام وانهارت مدن الأمم. وذكر الله بابل العظيمة ليناولها كأس خمرة سورة غضبه وهربت كل جزيرة وتوارت الجبال وتساقط من السماء على الناس برد كبير بمثقال وزنة فجدف الناس على الله لنكبة البرد لأن نكبته كانت شديدة جدأ
++++
والمشتركون في انتصار المسيح على الوحش ينشدون هم أيضاً نشيد موسى في
رؤيا يوحنا 15 : 3
ويرتلون نشيد عبد الله موسى ونشيد الحمل فيقولون عظيمة عجيبة أعمالك أيها الرب الإله القدير وعدل وحق سبلك يا ملك الأمم
++++++
اخيراً هناك كلام على زوال البحر لوصف ظهور العالم الجديد في
رؤيا يوحنا 21 : 1
ورأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى قد زالتا وللبحر لم يبق وجود
++++++
فكل هذه المواضيع لقراءة مسيحية في سفر الخروج قد استفاد منها آباء الكنيسة قليلاً في شروح وكثيراً في عظات فصحية وفي شرح التعليم المسيحي
كل ذلك يبين سبب وجود مواضيع سفر الخروج هنا وهناك في الليترجية المسيحية منها قراءة عبور البحر ونشيد موسى في
سفر الخروج الفصل الرابع عشر
حذفوكلم الرب موسى قائلا مر بني إسرائيل أن يرجعوا ويخيموا أمام فم الحيروت بين مجدول والبحر أمام بعل صفون تخيمون تجاهه على البحر فيقول فرعون عن بني إسرائيل إنهم تائهون في الأرض وإن البرية قد أطبقت عليهم وأقسي أنا قلب فرعون فيجد في إثرهم وأمجد على حسابه وعلى حساب جيشه كله ويعلم المصريون أنني أنا الرب ففعلوا كذلك فلما أخبر ملك مصر أن الشعب قد هرب تغير قلبه وقلوب حاشيته عليه وقالوا ماذا صنعنا فأطلقنا إسرائيل من خدمتنا؟فشد مركبته وأخذ قومه معه وأخذ ست مئة مركبة ممتازة وجميع مراكب مصر وعلى كل منها ضباط وقسى الرب قلب فرعون ملك مصر فجد في إثر بني إسرائيل وبنو إسرائيل خارجون بيد عالية وجد المصريون في إثرهم فأدركهم خيل فرعون كله ومراكبه وفرسانه وجيشه وهم مخيمون على البحر عند فم الحيروت أمام بعل صفون ولما قرب فرعون رفع بنو إسرائيل عيونهم فإذا المصريون ساعون وراءهم فخافوا جدا وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب وقالوا لموسى أمن عدم القبور بمصر أتيت بنا لنموت في البرية؟ماذا صنعت بنا فأخرجتنا من مصر أليس هذا ما كلمناك به في مصر قائلين دعنا نخدم المصريين فإنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية؟فقال موسى للشعب لا تخافوا اصمدوا تعاينوا الخلاص الذي يجريه الرب اليوم لكم فإنكم كا ترون المصريين اليوم لن تعودوا ترونهم للأبد الرب يحارب عنكم وأنتم هادئون فقال الرب لموسى ما بالك تصرخ إلي؟مر بني إسرائيل أن يرحلوا وأنت ارفع عصاك ومد يدك على البحر فشقه فيدخل بنو إسرائيل في وسطه على اليبس وهاءنذا مقسى قلوب المصريين فيدخلون وراءهم وأمجد على حساب فرعون وكل جيشه ومراكبه وفرسانه فيعلم المصريون أنني أنا الرب إذا مجدت على حساب فرعون ومراكبه وفرسانه فانتقل ملاك الرب السائر أمام عسكر إسرائيل فسار وراءهم وانتقل عمود الغمام من أمامهم فوقف وراءهم ودخل بين عسكر المصريين وعسكر إسرائيل فكان الغمام مظلما من هنا وكان من هناك ينير الليل فلم يقترب أحد الفريقين من الاخر طوال الليل ومد موسى يده على البحر فدفع الرب البحر بريح شرقية شديدة طوال الليل حتى جعل البحر جافا وقد انشقت المياه ودخل بنو إسرائيل في وسط البحر على اليبس والمياه لهم سور عن يمينهم وعن يسارهم وجد المصريون في إثرهم ودخل وراءهم جميع خيل فرعون ومراكبه وفرسانه إلى وسط البحر وكان في هجعة الصبح أن الرب تطلع إلى عسكر المصريين من عمود النار والغمام وبلبل عسكر المصريين وعطل دواليب المراكب فساقوها بمشقة فقال المصريون لنهرب من وجه إسرائيل لأن الرب يقاتل عنهم المصريين فقال الرب لموسى مد يدك على البحر فترتد المياه على المصريين على مراكبهم وفرسانهم فمد موسى يده على البحر فارتد البحر عند آنبثاق الصبح إلى ما كان عليه والمصريون هاربون نحوه فدحر الرب المصريين في وسط البحر ورجعت المياه فغطت مراكب جيش فرعون كله وفرسانه الداخلين وراءهم في البحر ولم يبق منهم أحد وسار بنو إسرائيل على اليبس في وسط البحر والمياه لهم سور عن يمينهم وعن يسارهم وفي ذلك اليوم خلص الرب إسرائيل من أيدي المصريين ورأى إسرائيل المصريين أمواتا على شاطئ البحر وشاهد إسرائيل المعجزة العظيمة التي صنعها الرب بالمصريين فخاف الشعب الرب وآمنوا به وبموسى عبده
+++++
سفر الخروج الفصل الخامس عشر
حذفحينئذ أنشد موسى وبنو إسرائيل هذا النشيد للرب وقالوا أنشد للرب فإنه تعظم تعظيما الفرس وراكبه في البحر ألقاهما الرب عزي ونشيدي لقد كان لي خلاصا هذا إلهي فبه أعجب إله أبى فبه أشيد الرب رجل حرب الرب آسمه مركبات فرعون وجيشه في البحر ألقاها ونخبة ضباطه في بحر القصب غرقوا الغمار غطتهم وكالحجر في الأعماق هبطوا يمينك يارب تعتز بالقوة يمينك يا رب تحطم العدو وبعظمة جلالك تصرع مقاوميك تطلق سخطك فكالقش يأكلهم وبنفس منخريك تراكمت المياه الأمواج كالسور آنتصبت والغمار في قلب البحر جمدت قال العدو أطارد فأدرك أقسم الغنيمة فتكتظ بها نفسي أستل سيفي فتقرضهم يدي نفخت ريحك فغطاهم البحر وغاصوا كالرصاص في المياه الهائلة من مثلك يا رب في الآلهة؟من مثلك جليل القداسة مهيب المآثر صانع العجائب؟مددت يمينك فابتلعتهم الأرض برحمتك هديت الشعب الذي فديته بعزتك أرشدته إلى مسكن قدسك سمعت الشعوب فارتعدت وأخذ المخاض سكان فلسطين حينئذ ارتاع زعماء أدوم ورؤساء موآب أخذتهم الرعدة وخارت عزائم جميع سكان كنعان يقع عليهم الرعب والهلع بعظمة ذراعك كالحجر يخرسون حتى يعبر شعبك يارب حتى يعبر الشعب الذي اقتنيته تأتي بهم وفي جبل ميراثك تغرسهم في المكان الذي أقمته يا رب لسكناك المقدس الذي هيأته يا رب يداك الرب يملك أبد الدهور لما دخلت خيل فرعون ومراكبه وفرسانه البحر رد الرب عليهم مياه البحر وأما بنو إسرائيل فساروا على اليبس في وسط البحر ثم أخذت مريم النبية أخت هارون الدف في يدها وخرجت النساء كلهن وراءها بالدفوف والرقص فجاوبتهن مريم أنشدوا للرب فإنه تعظم تعظيما الفرس وراكبه في البحر ألقاهما ثم رحل موسى بإسرائيل من بحر القصب وخرجوا إلى برية شور فساروا ثلاثة أيام في البرية ولم يجدوا ماءفوصلوا إلى مارة فلم يطيقوا أن يشربوا من مياهها لأنها مرة ولذلك سميت مارة فتذمر الشعب على موسى وقال ماذا نشرب؟فصرخ موسى إلى الرب فأراه الرب خشبة فألقاها في الماء فصار عذبا هناك وضع الرب لهم فريضة وشرعا وهناك آمتحنهم وقال إن سمعت لصوت الرب إلهك وصنعت ما هو مستقيم في عينيه وأصغيت إلى وصاياه وحفظت جميع فرائضه فجميع الأمراض التي أنزلتها بالمصريين لا أنزلها بك لأني أنا الرب معافيك ثم وصلوا إلى أيليم وكان هناك آثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة فخيموا هناك عند المياه
++++++
في اثناء بيرمون الفصح في الليترجية البيزنطية وفي الليترجية الرومانية والمكانة التي تحتلها الوصايا العشر في العبادة وفي شرح التعليم المسيحي
اعداد الشماس سمير كاكوز